قمة بيروت: القادة العرب يناقشون التجارة الحرة واللاجئين السوريين |  الأعمال والاقتصاد

بيروت، لبنان – انطلقت القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في العاصمة اللبنانية، وشابتها انقسامات سياسية وحضور ضعيف بين الزعماء العرب، الذين انسحب الكثير منهم في اللحظة الأخيرة.

وتهدف الدول العشرين المشاركة في قمة الأحد إلى إصدار بيان مشترك حول جدول الأعمال المكون من 29 بندًا، والذي يتضمن مناقشات حول منطقة التجارة الحرة العربية وتأثيرها الاقتصادي على الدول المضيفة للاجئين السوريين.

وتأتي القمة وسط تزايد عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان، موطن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والفلسطينيين.

ويعد الاجتماع الاقتصادي بمثابة مقدمة للقمة الفعلية لجامعة الدول العربية التي ستعقد في تونس في شهر مارس المقبل.

وغادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بيروت بعد ساعات قليلة.صباح يوم الأحد أوميت. “عامر كان هنا فقط احضروا الجلسة الافتتاحية واستمعوا إلى كلمة الرئيس ميشال عون ولاحظوا دعمه للبنان”.

وأثارت الزيارة القصيرة تكهنات عبر وسائل الإعلام اللبنانية يوم السبت بأن قطر ستدفع جميع نفقات القمة وتتعهد بإيداع مليار دولار في مصرف لبنان المركزي.

وكرر الرئيس عون في كلمته الافتتاحية الدعوات إلى “العودة الآمنة” للاجئين السوريين إلى وطنهم “دون تقييد هذا الدخل”.

وإلى جانب الزعيم القطري، انضم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز فقط إلى عون في القمة الرسمية. وقد أرسلت دول أخرى رؤساء وزراء ووزراء خارجية كممثلين لها في هذا الاجتماع.

وشابت القمة انقسامات بين السياسيين اللبنانيين والزعماء الإقليميين بشأن إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة ووضع اللاجئين السوريين في البلدان المضيفة.

وعلى الرغم من أنه أقل شهرة من قمة جامعة الدول العربية، إلا أن هذا التجمع اجتذب رؤساء الدول في السنوات السابقة منذ إنشائه في عام 2009.

READ  يزعزع كوفيت -19 استقرار الأمم المتحدة ويهدد بأزمة نقدية محتملة في المنظمة العالمية

لكن ليبيا قررت مقاطعة القمة بعد أن قام أعضاء من حركة أمل، حليف حزب الله المدعوم من إيران، بتمزيق علمها وإحراقه بالقرب من مكان انعقاد القمة الأسبوع الماضي.

وتعارض حركة أمل، وهي جماعة شيعية، العلاقات اللبنانية مع ليبيا منذ اختفاء مؤسس الحركة الإمام موسى الصدر خلال زيارة رسمية للبلاد عام 1978 في ظل نظام معمر القذافي.

اللاجئين والحرب

وفي كلمته في افتتاح القمة، قال عون إن لبنان سيوصي بحلول لعودة آمنة للاجئين في التقرير النهائي للاجتماع.

ومن المنتظر أن يصدر الرئيس بيانا اليوم بشأن اللاجئين والنازحين في الدول العربية. وقال أنطوان سوكر المدير العام للرئاسة اللبنانية لقناة الجزيرة “من المتوقع أن يطلق مبادرة تتعلق بإعادة الإعمار في الدول المنكوبة”.

ويأمل الرئيس عون أن تساعد مبادرته في إنشاء إطار تمويلي لإعادة بناء الدول العربية التي مزقتها الحروب. وركزت المناقشات خلال الاجتماعات التي سبقت القمة على إعادة بناء الصومال واليمن، على الرغم من أنه من المتوقع أن يشمل الصندوق سوريا أيضًا.

وتركز النقاش الرئيسي قبل القمة على ما إذا كان ينبغي إعادة سوريا كعضو في جامعة الدول العربية بعد سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على جزء كبير من البلاد التي مزقتها الحرب.

ودعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية خلال اجتماع سبق القمة يوم الجمعة، في حين قال الأمين العام للجامعة أحمد أبو القائد في مؤتمر صحفي إنه لا يوجد اتفاق بشأن عودة سوريا.

ويتعلق جزء من الجدل الدائر حول سوريا بالمادة 13 من قرار القمة، والتي تناقش عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

وبينما دعا لبنان، موطن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، يوم الجمعة إلى عودتهم إلى سوريا، انقسمت دول أخرى حول صياغة المادة، حيث أصر بعض الوزراء العرب على ربط النقاش بحل سياسي في سوريا.

READ  الصين تطلق العنان لزخم اقتصادي ضخم بعد انتصارها على كوفيد -19

التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان

وتأتي القمة وسط تزايد عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في الدولة المتوسطية.

وتعتزم مجموعة من المجتمع المدني والحزب الشيوعي اللبناني تنظيم مسيرة من بابير في بيروت إلى وزارة المالية ظهر الأحد.

ويقول المتظاهرون إنهم يريدون إنهاء الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد، ويأملون ألا تفعل القمة الكثير لتخفيفه.

وقال الناشط أيمن مو، الذي شارك في تنظيم الاحتجاج، لقناة الجزيرة: “نرسل رسالة إلى من هم في السلطة لنقول لهم إنهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن الانهيار الاقتصادي في لبنان”.

وأضاف “لا يمكن أن نعول على هذه القمة لتحسين الاقتصاد في لبنان. فهي لن تحدث أي تغييرات إيجابية”.

ولم يتمكن المشرعون من الاتفاق على حكومة جديدة منذ الانتخابات العامة التي أجريت في مايو/أيار، وتفاقمت التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان بسبب عدم الاستقرار السياسي. وتستمر الاحتجاجات المطالبة بالتغيير منذ أشهر.

ويرى مراقبون أن الحضور الضعيف للقمة يمثل فرصة ضائعة لتحسين وضع لبنان الاقتصادي والسياسي.

وقال مهند الحاج علي المحلل السياسي في كارنيجي ميدل لقناة الجزيرة إن “وصول الزعماء العرب كان سيدعم لبنان المفلس اقتصاديا وسياسيا ويساعد في إعادة المسرح العربي إلى ما كان عليه قبل الأزمة السورية”.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here